منــتدى كورس الرســــالة التعليمي المجاني (رأفت أبو فارس & جلال أبو حشيش) Course Alresala
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منــتدى كورس الرســــالة التعليمي المجاني (رأفت أبو فارس & جلال أبو حشيش) Course Alresala

الموقع الرسمي لكورس الرسالة على الرابط التالي: https://sites.google.com/view/ressalah
 
الرئيسيةالرئيسية  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخولدخول  

 

 اللص الذكي بقلم: الكاتبة المبدعة علا السردي

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
Admin
Admin



الجنس : ذكر عدد المساهمات : 83
تاريخ التسجيل : 16/02/2012

اللص الذكي بقلم: الكاتبة المبدعة علا السردي Empty
مُساهمةموضوع: اللص الذكي بقلم: الكاتبة المبدعة علا السردي   اللص الذكي بقلم: الكاتبة المبدعة علا السردي Icon_minitimeالأحد أبريل 29, 2012 4:23 pm

... لم يكن عاشقاً أو بائعَ ورد ، بل كان لصاً يُتقن التخطيط لسرقاته ، و رغم أن العطس لم يكن يفارقه أثناء بيعه للورد أمام بوابة ذلك المنزل الكبير ، الا أن سرقة الورد من المزرعة المجاورة لبيته بدا أكثر يُسراً من سرقة شيءٍ آخر و بيعه ، فالورد كان ذريعته للمرابطة أمام ذلك المنزل دون أن يثير الشبهات ، سيدة المنزل امرأةٌ جميلة ، متصابية بعض الشيء ، و تُكثر من وضع مساحيق التجميل ، لكنها سيدةٌ رقيقة و دائماً ما كانت تشتري وردةً من اللص كلما لمحته ، أما زوجها فهو رجلٌ قاسي الملامح ، أنيقٌ و متغطرس و يبدو ذلك جلياً في مشيته الطاووسية ، لطالما تحدث عنه الكثيرون حتى أن الخدم كانوا يعزفون عن العمل لديه لما سمعوا عنه من سوء المعاملة ، و لذلك كان بيته خالياً من الخدم و كانت حجته في ذلك أنه لا يثق بهم ، و لتلك العائلة ولدان ، أحدهما طالبٌ جامعيٌ غريب الأطوار ، دائماً ما يكون في عجلةٍ من أمره و بدا هزيلاً و به خطبٌ ما ، و شقيقه الصغير ذي الثمانية أعوام كان طفلاً شقياً و لطيفاً و دائم الضحك ... كان اللص يترقب تحركات تلك العائلة فما أن تُفتح البوابة الرئيسية قليلاً حتى تبدأ عيناه عملهما بأخلاصٍ و دقة و تجمعان أكبر قدرٍ من الصور في دقائق معدودة ، السياران الفارهتان اللتانِ تمتلكهما تلك العائلة و المجوهرات اللامعة التي تتزين بها السيدة وذلك المنزل الكبير ، دليلٌ على ثراءٍ أكيد و بسطٍ في الرزق ، استمر اللص بائع الورد في متابعة تحركات تلك العائلة ، عازماً على اختراق حصنهم و الظفر بأكبر قدرٍ من الغنائم .. حتى واتته فرصته المرتقبة ... كان الصباح ربيعياً ذلك اليوم و كانت الأشجار قد تشابكت أغصانها في تودد ، كأنها تتصافح بعد غيابٍ طويل ، فُتحت بوابة المنزل و كانت العائلة تستعد للخروج ، الولدان يحملان حقائب السفر و يضعانها في صندوق السيارة بينما كانت والدتهما تعدل مرآة السيارة الصغيرة و تضع طبقةً مضاعفة من أحمر الشفاه فوق شفتيها ، و الوالد ينظر الى ساعته و يطلب من ولديه الأسراع ، تمكن السارق من رصد تلك التحركات و نظراً لحجم حقائب السفر و عددها فقد استنتج أنهم ذاهبون في اجازةٍ طويلة ، انهى الولدان مهمتهما و استقلا السيارة ، و غادرت العائلة الى وجهتها ، عاد اللص الى بيته و رمى الورد في طريق عودته ’ فلم يعد بحاجةٍ له ، كما أن العطس قد نال منه بما يكفي ، و عندما حلَ المساء كان مستعداً لبدء غزوته ، أتم تجهيز عدته و ارتدى زيه الأسود و توجه الى ذلك المنزل بعد أن راحت البلدة في سباتها العميق و خلت الشوارع من الأقدام و عجلات السيارات ، لم يكن من الصعب عليه القفز من على السور المنخفض، كما لم يكن صعباً عليه أيضاً فتح باب المنزل بأحدى أدواته ، دخل بهدوء و تمكن من اضاءة مصباحه الصغير ، بدا البيت جميلاً و مرتباً ، كانت جدرانه مزدانة باللوحات باهظة الثمن و بالتحف الجميلة ، لكن اللص لم يكن مهتماً الا بما خف وزنه و غلا ثمنه .... ولج الى احدى الغرف ، كانت المكتبة الخشبية الأنيقة مزدحمةً بصنوفٍ من الكتب و المجلدات ، يتوسط الغرفة مكتبٌ من خشب البلوط الفاخر ، و خزانةٌ خشبيةٌ بطول الحائط ، حاول اللص فتح الخزانة و نجح في ذلك بعد جهد ليجد في داخلها خزنةً حديديةً أخرى مغلقةً بأحكام ، لكن لص الخزائن كان محترفاً ، بحث في حقيبته و أخرج بعض الأدوات و في دقائق معدودة كانت الخزنة قد استسلمت و كشف له جميع أسرارها ، رزمٌ من الأوراق المالية و الكثير من الأوراق و الملفات ، جمع النقود و وضعها في حقيبته ثم أغلق الخزنة لكن فضوله دفعه الى تقليب تلك المستندات و الأوراق ، فأعاد فتح الخزنة ، لفت انتباهه ظرفٌ مغلق ، فتحه ليفاجئ بصور شيكاتٍ موجهةٍ لبعض الأسماء التي بدت مألوفةً و معروفةً لديه ، من بينهم رئيس البلدية و أحد نوابها المعروفين ، كانت المبالغ كبيرة و مثيرة للشبهة ، لم تكن تلك الأوراق لتشغل حيزاً كبيراً في حقيبة اللص فلم يتردد في أخذها ، وجد أيضاً كشوفاتٍ مالية مزورة و أخرى حقيقية أما الحقيقية فكان مصيرها السجن الأبدي داخل هذه الخزنة الحديدية و المزورة كانت في طريقها الى مصلحة الضرائب ، لم يتردد اللص في أخذها أيضاً و ترك بدلاً منها ورقةً موجهةً الى صاحب المنزل كتب فيها " أنا اللص الذي سرق نقودك و أوراقك ، اذا قمت بالأبلاغ عني فستكون جميع تلك الأوراق في عهدة الشرطة بعد دقائق من القاء القبض علي ، كن متأكداً من ذلك زميلي العزيز " ، أغلق الخزنة ثم توجه الى الغرف العلوية ، كانت غرفة نوم الزوجين في أول الرواق و رائحة عطر السيدة ما يزال عالقاً في الأنحاء فتح خزانة الملابس ليجد صندوقاً صغيراً مزيناً بالأحجار اللامعة ، يقع فوق احدى الرفوف ، كسر قفل الصندوق و فتحه فأذا ببريقٍ يخطف الألباب قد أشرق من الداخل ، ذهبٌ و مجوهرات و عقدٌ من الماس ، أفرغ محتويات الصندوق في حقيبته و بدأ في البحث بين الملابس المرتبة بعناية فوق الرفوف ، لأن النساء عادةً ما يخفين بعض النقود بين طيات الملابس ، صدق تخمينه و أصاب حدس الرجل فيه ، فوجد نقوداً و ظرفاً ورقياً أخذ النقود و فتح الظرف و هاله ما رآى ، رسائلَ عشقٍ و هيام بين الزوجة و رجل ما و مواعيد غرامية في غفلةٍ من الزوج ، أخذ اللص الظرف الورقي و دسه في حقيبته و ترك في صندوق المجوهرات ورقةً كتب فيها " أنا اللص الذي سرق مجوهراتك ، اذا تكلمت بهذا الشأن لأي أحد و تم القاء القبض علي فستكون رسائلك بين يدي زوجك ، لدي أصدقاء كُثر يكرهون الزوجات الخائنات ، بالمناسبة ذوقك جميل في اختيار الأحجار الكريمة " ... غادر غرفة النوم باتجاه غرفةٍ أخرى تحاذيها ، كانت صور الفنانات و لاعبي كرة القدم المعلقة على الحائط تشير الى أن هذه لا بد و أن تكون غرفة الأبن الأكبر ، تمتم اللص في قرارة نفسه " ما الذي يمكن أن أجده في هذه الغرفة " تجول بها كثيراً ، عبث في الأدراج ، لفت انتباهه دُرجاً واحداً مقفلاً بعناية ، واجه اللص بعض الصعوبة أثناء فتحه ، لكنه نال منه في النهاية ، و وجد فيه ساعة يدٍ رجالية مصنوعةً من الذهب الخالص و خاتمان من الذهب كذلك ، بعض الأوراق مبعثرٌ بطريقةٍ غير مرتبة و هناك الكثير من العقاقير و الأدوية ، أمسك عقاراً بين يديه و أدرك على الفور أنها حبوبٌ مخدرة كانت الكمية الموجودة في الدرج هائلة و اللص ذو الخبرة الأجرامية مدركٌ لكل صنفٍ من تلك الأصناف ، لكنه ليس مهتماً بالمخدرات ، ترك العقاقير في مكانها و أخذ الساعة و الخاتمان و ترك في الدرج ورقةً كتب فيها " أنا اللص الذي سرق ساعتك الذهبية و خاتماك ، سيكون مستقبلك الجامعي في خطر اذا ما أخبرت أحداً بهذه السرقة ، ليس من الصعب على أي طبيب أن يُدرك أنك مدمن بل و قد تكون مروجاً أيضاً ، أنصحك بشراء ساعةٍ جديدة و الأقلاع عن تعاطي هذه القاذورات " ... نظر اللص الى ساعته الذهبية الجديدة ، كانت تُشير الى الثالثة صباحاً ، استوقفته الغرفة الوحيدة المتبقية في الطابق الثاني ، دخلها لدقائق معدودة ثم خرج يحمل في يديه شيئاً دائرياً ملوناً ، كانت تلك غرفة الولد الصغير ، أحكم اللص اغلاق باب المنزل ، كأن لم يدخله أحدٌ بعد سفرهم و اختفى في غياهب الليل محملاً بالنفائس ، ممتطياً الريح كفارسٍ منتصر ، وصلت العائلة الى المنزل بعد نحو أسبوعٍ من حادثة السرقة ، كان الوقت ظهراً و الشمس محكمةً قبضتها على السماء ، باسطةً نفوذها الدافيء على الأرض ، دخلوا الى المنزل و قد أنهكهم التعب ، بدا كل شيءٍ طبيعي ، لا أثر لاقتحام البيت ، اللوحات في مكانها و البيت على حاله ، أوى كلٌ الى غرفة نومه لأخذ قسطٍ من الراحة ، عدا الأب الذي توجه الى مكتبه لأجراء بعض المكالمات الهاتفية ، مكث الجميع في مخادعهم لما يزيد عن الساعتين و اجتمعوا على طاولة الغداء باستثناء الصبي الصغير ، كان التوتر سيد المكان و القلق رافقه أيضاً ، كانت العيون تتحاشى الألتقاء ببعضها خوفاً من أن تبوح بما رأت و القلوب المختبئة كانت تخفق بشدة ، تأخر الصبي في غرفته ، فنادى عليه والده بصوتٍ مخنوق " ما بالك ألا تريد تناول غدائك ! خرج الطفل من غرفته باكياً و صرخ قائلاً " من أخذ حصالتي ! ... لم تستغرق الأجابة على سؤال الصبي بضعَ ثوانٍ ، حين رد الجميع و بذات الوقت و بصوتٍ واحد ............. أنا .
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://www.crsealresala.com
 
اللص الذكي بقلم: الكاتبة المبدعة علا السردي
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» ما بيننا..!! للشاعرة المبدعة: لينا جرار
» أنا ناجح بقلم: جلال أبو حشيش
» ثمن الطيبة بقلم: جلال أبو حشيش

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منــتدى كورس الرســــالة التعليمي المجاني (رأفت أبو فارس & جلال أبو حشيش) Course Alresala  :: آدب وفنون :: قصة قصيرة short stories-
انتقل الى: